روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | صور البلطجة كما تناولها الإسلام

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > صور البلطجة كما تناولها الإسلام


  صور البلطجة كما تناولها الإسلام
     عدد مرات المشاهدة: 3021        عدد مرات الإرسال: 0

إنتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة البلطجة بمفهومها العام، والذي يتمحور في إثارة الرعب بين الآمنين، وقد كفلت الشريعة الإسلامية سبل الحفاظ على أمن الناس وحياتهم، بصورة تؤهل المجتمع للإستمتاع بتلك الحياة، التي كرم الله الإنسان بها، بما يعينه على أداء الطاعات والبعد عن المنكرات، كما حدد الشرع، وقد تباينت الآراء حيال مفهوم البلطجة وأشكالها، إلا أن الاسلام قد حددها بأكثر من صورة في عديد من المواضع، التي تعكس مرادف كلمة البلطجة بمعناها الواسع، ويسعى الملتقى الفقهي لإلقاء الضوء على أهم صور البلطجة، كما حددها الاسلام بعيدا عن المعنى المتداول بين الناس، والذي يقتصر على معنى الإرهاب والقتل فقط.

* محاربة الله والرسول والإفساد في الأرض:

قال تعالى: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم} [المائدة:33]، وقال تعالى: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم} [محمد:22]، وقال تعالى: {وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد} [البقرة:205].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب....» رواه البخاري، عادى: آذى وأبغض وأغضب بالقول أو الفعل، ولياً: أصل الموالاة القرب وأصل المعاداة البعد، والمراد بولي الله كما قال الحافظ ابن حجر: العالم بالله، المواظب على طاعته، المخلص في عبادته، آذنته بالحرب: آذن بمعنى أعلم وأخبر، والمعنى أي أعلمته بأني محارب له، حيث كان محاربا لي بمعاداته لأوليائي.

* الكبر والعزة بالإثم:

قال تعالى: {قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد} [غافر:29]، وقال تعالى: {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد} [البقرة:206]، وقال أيضا {... إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين} [البقرة:34].

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، قال: «إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس -أي احتقارهم» رواه البخاري.

* الظلم وأكل أموال الناس بغير حق:

قال تعالى: {إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم} [الشورى:42]، كذلك قوله تعالي: {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا} [النساء:160].

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم وإستحلوا محارمهم» رواه مسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لتؤدُّنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجَلْحاء من الشاة القرناء» رواه مسلم.

* القتل والتنكيل والتهديد والتعذيب:

قال تعالى: {إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم} [آل عمران:21]، وقال تعالى: {إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين} [القصص:4]، وقال في موضع آخر {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً} [الإسراء:33]، كذلك قوله تعالى: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً} [النساء:93].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يُشِر أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزعُ في يده فيقع في حُفْرةٍ من النار» متفق عليه، وعن جابر رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُتَعَاطى السيف مسلولاً، رواه أبوداود، والترمذي وقال: حديث حسن.

مما سبق يتبين أن البلطجة ليست مقصورة على القتل وفقط، بل هي مفهوم واسع النطاق، مترامي المعاني، مابين قتل وتنكيل، محاربة لله ورسوله، الكبر والغرور، الظلم وأكل حقوق الناس بالباطل.

الكاتب: عماد عنان.

المصدر: موقع رسالة الإسلام.